تحتفل الجزائر و العالم، في الثاني من فبراير من كل عام، باليوم العالمي للأراضي الرطبة (WWD) بهدف زيادة الوعي بأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض. ويعتبر هذا اليوم العالمي أيضًا مناسبة لتخليد ذكرى توقيع اتفاقية "رامسار " بشأن الأراضي الرطبة في مدينة رامسار الإيرانية سنة 1971
.
و تشير
التقديرات إلى أن الأراضي الرطبة تختفي بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات. كما أن
أكثر من 35٪ من الأراضي الرطبة قد تدهورت أو اختفت منذ عام 1970. ويعد وقف هذا
الفقدان والحد منه وعكس مساره أمر بالغ الأهمية.
ويسلط موضوع
سنة 2023، “ لقد حان الوقت لاستعادة الأراضي الرطبة ”، الضوء على الحاجة الملحة
لإيلاء استعادة الأراضي الرطبة الأولوية القصوى. ويدعو جيلاً كاملاً إلى اتخاذ
إجراءات فعالة لإعادة إحياء الأراضي الرطبة المتدهورة واستعادتها.
أفضل سبع
ممارسات لاستعادة الأراضي الرطبة
1.
استعادة الفوائد
المتعددة. توفر الأراضي الرطبة الطبيعية العديد من الخدمات، مثل التحكم في
الفيضانات وتوفير سبل العيش. ولتحقيق أكبر قدر من الفوائد، وجب تطبيق نهج شامل
لاستعادة هذه الأراضي.
2.
تطوير خطة استعادة. داخل
النظام البيئي الطبيعي للأراضي الرطبة، يستفيد الغطاء النباتي والحياة البرية
والموقع نفسه من بعضهم البعض ويغذي كل منهم الآخر. لذا، من المهم السعي لإعادة
إنشاء هذه الدورة من الاكتفاء الذاتي ومراقبة النتائج.
3.
إشراك المجتمع المحلي. من
المهم ضمان أن يكون للسكان والشركات المحلية رأي في عملية الاستعادة. بمجرد
الانتهاء من استعادة الموقع، امنحوهم دوًرا في الحفاظ عليه. َأشركوا النساء
والشباب والسكان الأصليين.
4.
معالجة أسباب التدهور. يجب
أولا تحديد أسباب التدهور بشكل واضح وتقييمها. ثم العمل على التخفيف منها، من خلال
الحد على سبيل المثال من الإفراط في استغلال موارد المياه، والتلوث الناجم عن
الزراعة والصناعة والتنمية الحضرية.
5.
استعادة الأنواع المحلية
من النباتات والحيوانات. يتم أولا بإعادة خلق الظروف الهيدرولوجية الأصلية،
ومن ثم إعادة زراعة النباتات وإدخال أنواع الحياة البرية الأصلية، دون إغفال
القضاء على الأنواع الغازية.
6.
تنظيف المنطقة المتدهورة.
إزالة أي حطام ونفايات وبقايا قد تكون متراكمة في الأراضي الرطبة. مما يحد من تحول
المنطقة الى مكب للقمامة من قبل السكان.
7.
هيكلة الوصول إلى الأراضي
الرطبة. خلق مساحات محددة للناس للوصول إلى الأراضي الرطبة، ووضع قائمة بالأنشطة
المسموح بها في أماكن معينة. تحديد المناطق التي يمكن أن تزدهر فيها الحياة البرية
وتتمتع فيها بحريتها.
سبع فوائد
لاستعادة الأراضي الرطبة
·
تعزيز التنوع البيولوجي
·
تجديد إمدادات المياه
وترشيحها
·
تخزين الكربون
·
لتخفيف من آثار الفيضانات
والعواصف
·
تحسين سبل العيش
·
تعزيز السياحة البيئية
·
تحسين جودة الحياة
إحياء الأراضي الرطبة
المتدهورة واستعادتها
الأراضي الرطبة
هي أنظمة بيئية حيث الماء هو العامل الأساس الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية
والحيوانية المرتبطة بها. ويشمل التعريف الواسع للأراضي الرطبة كلاً من المياه العذبة
والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية
والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصاب الأنهار ودلتا
ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية،
ومواقع الأنشطة البشرية من مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات وأحواض الملح.
وللأراضي الرطبة
أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظراً للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد
والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعد البيئي والمناخي والإيكولوجي
والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنمية
المستدامة ورفاه الإنسان.
ومع أن الأراضي
الرطبة تغطي 6 في المئة ققط من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات
والحيوانات تعيش أو تتكاثر في الأراضي الرطبة. ولأن التنوع البيولوجي للأراضي الرطبة
مهم لصحتنا وإمداداتنا الغذائية والسياحة والوظائف، فإن الأراضي الرطبة حيوية للبشر
وللأنظمة البيئية الأخرى ولمناخنا، حيث تتيح خدمات النظم البيئية الأساسية مثل تنظيم
المياه، بما في ذلك التحكم في الفيضانات وتنقية المياه. ويعتمد أكثر من مليار إنسان
في جميع أنحاء العالم — أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص — على الأراضي الرطبة لكسب
عيشهم.
المخاطر التي تتهدد
الأراضي الرطبة
الأراضي الرطبة
من بين النظُم الإيكولوجية التي تتعرض لأعلى معدلات الانحسار والفقدان والتدهور، ومن
المتوقع تواصل تردي مؤشراتِ الاتجاهات السلبية الراهنة في التنوع البيولوجي العالمي
ووظائف النظم الإيكولوجية بفعل مسبِّبات مباشرة وغير مباشرة من مثل النمو السكاني البشري
السريع والإنتاج والاستهلاك غير المستدامين وما يرتبط بذلك من تطور تكنولوجي، إضافة
إلى الآثار السلبية لتغيّر المناخ.
وتُفقد الأراضي
الرطبة بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات، فضلا عن أنها من أكثر النظم البيئية المعرضة
للخطر على الأرض. ففي غضون 50 عامًا فقط — منذ عام 1970 — فُقدت 35 في المئة من الأراضي
الرطبة في العالم. ومن الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى فقدان الأراضي الرطبة الصرف والحفر
للزراعة والبناء والتلوث والصيد الجائر والاستغلال المفرط للموارد وتغير المناخ.
وهذه الحلقة المفرغة
من فقدان الأراضي الرطبة وتهديد سبل العيش وتفاقم الفقر هي جميعا نتيجة للنظر إلى الأراضي
الرطبة على أنها أراض قاحلة وليست مصادر حية تتيح فرص العمل والكسب وخدمات النظم البيئية
الأساسية. ولذا فأحد التحديات الرئيسة هو تغيير العقليات بما يحث الحكومات والمجتمعات
على تثمين الأراضي الرطبة والاهتمام بها.
مقاومة الأراضي
الرطبة تغير المناخ
تعتبر الأراضي
الرطبة حلاً طبيعيًا للتهديد العالمي لتغير المناخ الذي بات من محددات العصر
الحديث. فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون، ولذا فهي تساعد على إبطاء الاحتباس الحراري
وتقليل التلوث، وبالتالي فغالبًا ما يشار إليها باسم ’’كلى الأرض‘‘. وتخزن أراضي
الخث وحدها ضعف كمية الكربون التي تخزنها جميع غابات العالم مجتمعة. ولكن عند
تجفيف الأراضي الرطبة وتدميرها، تنبعث منها كميات هائلة من الكربون.
وتتيح
الأراضي الرطبة كذلك حاجزًا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج
تسونامي، فضلا عن أنها تعزز المرونة في مواجهة تغير المناخ.
واجبنا نحوها
من الضروري أن
نذكي الوعيين الوطني والعالمي بشأن الأراضي الرطبة بما يحقق حرف مسار فقدانها
السريع وتشجيع الإجراءات المُتخذة لصونها واستعادتها. فاليوم العالمي للأراضي
الرطبة هو الوقت المثالي لإذكاء أفهام الناس لهذه النظم البيئية المهمة جدا.
و شعار عام 2023 يسلط الضوء على أهمية الإجراءات المُتخذة
لاستعادة الأراضي الرطبة، ذلك أن للأراضي الرطبة المُستعادة القدرة على إتاحة عديد
الخدمات التي تؤديها الأراضي الرطبة الطبيعية.
وقد وُجه نداء
عاجل لاتخاذ إجراءات واستثمار رأس المال المالي والبشري والسياسي بما يحقق صون
الأراضي الرطبة في العالم واستعادة ما فقدناه منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بيئتي BEAATY