اليوم العالمي للأرصاد الجوية2023 ... مستقبل الطقس والمناخ والماء عبر الأجيال

تحتفل دول العالم في 23 مارس 2023 باليوم العالمي للأرصاد الجوية تحت شعار "مستقبل الطقس والمناخ ومياه الأرض عبر الأزمنة والأجيال"، و يأتي احتفال العالم بـهذا اليوم تخليدا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO حيز التنفيذ بتاريخ 23 مارس من عام 1950م، ويختص علم الأرصاد الجوية "ميتيورولوجيا" بالتنبؤات الجوية اليومية، بدراسة أحوال الغلاف الجوى، حيث يعتبر مجموعة من التخصصات العلمية التى تعنى بدراسة المناخ والتنبؤات الجوية.

ووفقا لما يشهده عالمنا والتغيرات المتسارعة والمتطرفة للطقس والمناخ، فإنه من المتوقع أن يزداد الطلب في السنوات القادمة على معلومات التنبؤات المتعلقة بالطقس والمناخ والمياه دعما لصنع القرار، ويساعد التقدم التكنولوجي في خدمات الطقس والمناخ و الهيدرولوجيا على التصدي للتحديات القادمة، بما أحدثته الابتكارات في عالم الحواسيب العملاقة، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد، والأجهزة المحمولة الذكية، والتقدم العلمي المستمر، والتعاون الدولي والمشاركة بين القطاعين العام والخاص.

وبشكل عام، تبلغ دقة التنبؤ على مدار 24 ساعة 95%.. و معدل الدقة للتنبؤ لمدة 5 أيام حوالي 75%.، وبفضل التنبؤات الجوية الدقيقة، يمكن لخبراء الأرصاد الجوية تحذير الناس من العواصف الخطيرة والكوارث الطبيعية الوشيكة، وبالتالي إنقاذ الأرواح.

دور الأرصاد في الحد من الكوارث

يتعرض العالم يوميًا للمزيد من المخاطر فيما يخص المناخ وأي ظواهر جوية متطرفة، وهذه المخاطر تتطور كثيرًا بسبب النمو السكاني والتحضر والتدهور البيئي. وفي سبيل إنقاذ الأرواح وسبل العيش يأتي دور الأرصاد الجوية، حيث أن التنسيق بين خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا الوطنية وسلطات إدارة الكوارث ووكالات التنمية أمر ضروري لتحسين الوقاية.. والتأهب والاستجابة.

التخطيط لأيامنا كلها

بدون شك بدون المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والبيانات التي تقدمها، قد يكون من الصعب الحصول على أي تنبؤات دقيقة بالطقس يوميًا، ويخطط معظم الناس ليومهم بالكامل – من كيفية ارتداء الملابس إلى ما يجب القيام به – حول ما يقوله عامل الطقس.. لذا عالم بلا تنبؤات بالطقس هو عالم به الكثير من النزهات المدمرة.

تتبع الأضرار المناخية

قد تكون مهمة هذه المنظمة أكثر من مجرد طقس فهي تساعد على اكتشاف ورصد التغيرات في المناخ. ويمكن أن يتراوح هذا من التغييرات التي تحدث لمستويات سطح البحر، وأيضًا التقلبات في درجات الحرارة، ومستويات أي غازات دفيئة في الغلاف الجوي، وفي الواقع هذه المعلومات ضرورية لكي نفهم أزمات تغير المناخ.

التحذير من الكوارث الطبيعية

الكوارث الطبيعية كارثية إذا لم نتتبع العاصفة لعدة أيام قبل أن تُضرب. وبفضل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، نحن قادرون على التنبؤ بالعواصف الضخمة مع إتاحة الوقت الكافي للناس لإخلاء المناطق المعرضة للكوارث، أو على الأقل يتم عمل الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي عواصف.

مساعدة منظمات الإغاثة في حالات الكوارث

يمكن أن تنقذ الإنذارات المبكرة أرواحًا لا تعد ولا تحصى ولكنها، للأسف، ليست كافية دائمًا، ويمكن أن تتسبب العواصف في خسائر تقدر بملايين الدولارات في غضون ساعات قليلة وفي بعض الأحيان يكون التعافي بطيئًا

- 150 عاما من الرصد الجوي

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ومنذ تأسيسها في عام 1873، وبمناسبة اليوم العالمي للأرصاد، تسلط الضوء على الإنجازات السابقة والتقدم الحالي والإمكانات المستقبلية لمجتمع الأرصاد الجوية، ابتداء من استخدام التلغراف في أواخر القرن التاسع عشر، وصولا إلى أجهزة الكمبيوتر العملاقة وتكنولوجيا الفضاء المساندة، يروي هذا التقدم قصة رائعة للرؤية العلمية والتطور التكنولوجي والتعاون لخدمة المجتمع.

وتشكل الذكرى السنوية أيضا تذكيرا بمناخنا المتغير، منذ تأسيس المنظمة حيث كان حينها التلوث من الأنشطة الصناعية والبشرية في بدايته.

والآن، ونتيجة للغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة، أصبح متوسط درجة الحرارة العالمية أعلى بأكثر من 1 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه قبل 150 عاما، فأصبح طقس الأرض أكثر تطرفا، والمحيطات أكثر دفئا وأكثر حمضية، وارتفعت مستويات سطح البحر نتيجة لذوبان الأنهار الجليدية وجليد البحار، ولأن معدل التغيير يتسارع، فالعالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الانبعاث لحماية الأجيال الحالية والمستقبلية.

و وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقد حسن التقدم العلمي والتكنولوجي السريع (بما فيها التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي)، دقة التنبؤات الجوية والإنذارات المبكرة إلى حد كبير، حيث يتم تبادل البيانات الضخمة بحرية أكبر بين المجتمعات، ما يسهم في دعم عملية صنع القرار.

خلفية تاريخية

تمت دراسة الأرصاد الجوية منذ آلاف السنين ومع ذلك، لم يتم إحراز تقدم كبير في مجال الأرصاد الجوية إلا منذ القرن الثامن عشر. وبفضل أجهزة الكمبيوتر والأقمار الصناعية في القرن العشرين، تحسنت دقة التنبؤات الجوية بشكل كبير، أما قبل استخدام أجهزة الكمبيوتر، كان التنبؤ بالطقس يعتمد بشدة على البيانات التاريخية، حتى أننا استخدمنا علم التنجيم في وقت واحد للتنبؤ بالطقس.

أرسطو مؤسس علم الأرصاد

يعتبر أرسطو مؤسس الأرصاد الجوية ومن ورائه جاءت فكرة اليوم العالمي للمناخ. وكانت أول توقعات للطقس في لندن تايمز في عام 1861. و تعتمد تنبؤات الطقس على الرياح ودرجات الحرارة وأيضًا ضغط الهواء وبخار الماء.

بفضل التقدم في العلوم والتكنولوجيا، أصبح علماء الأرصاد الجوية أكثر دقة من أي وقت مضى.

المنظمة الدولية للأرصاد الجوية (1873–1953) كانت أول منظمة يتم إنشاؤها بغرض تبادل معلومات الطقس بين دول العالم.

وقد نشأت نتيجة وجود إدراك بأن أنظمة الطقس تنتقل عبر حدود الدول ومعرفة الضغط ودرجة الحرارة وسقوط الأمطار وما إلى ذلك، وحاجة التنبؤ بالطقس إلى معرفة منبع الأحوال الجوية ومصبها.

وانتهت أعمال المنظمة في أوائل خمسينات القرن الماضي لتقوم محلها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

و اليوم العالمي للأرصاد يوافق 23 مارس من كل عام وهو التاريخ المصادف لإنشاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عام 1950م، كمظلة دولية تعنى بكل الشؤون الخاصة بالطقس والتوقعات الجوية والمناخية، وقناة فاعلة للتعاون الدولي في هذا المجال الحيوي لمسارات التنمية والعمران واستقرار حياة البشر والكائنات الحياة على سطح كوكب الأرض.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وكالة حكومية دولية من وكالات الأمم المتحدة (UN) تضم193 عضواً من الدول والأقاليم.

وقد انبثقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية (IMO)، التي ترجع جذورها إلى مؤتمر فيينا الدولي للأرصاد الجوية في عام 1873.

وأُنشئت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) بالتصديق على اتفاقية المنظمة (WMO) في 23 مارس 1950، وأصبحت وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة معنية بمجالات الأرصاد الجوية (الطقس والمناخ)، والهيدرولوجيا التطبيقية، والعلوم الجيوفيزيائية المتصلة بها. ويرأس الأمين العام أمانة المنظمة (WMO)، التي يوجد مقرها في جنيف، والهيئة العليا للمنظمة (WMO) هي المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية.