بيئتي BEAATY

أول موقع اخباري جزائري بيئي " نحو إعلام بيئي هادف "

شريط الأخبار

السبت، 22 أبريل 2023

التعجيل بالعمل المناخي يمكن أن يكفل مستقبلاً صالحا للعيش للجميع

أكّد العلميون في تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الصادر  في الثاني و العشرين مارس الماضي أن هناك خيارات متعددة ومجدية وفعالة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرار ي والتكيّف مع تغيّر المناخ الناتج عن النشاط البشري تتوفر لدينا اليوم .

و قال رئيس الهيئةeeL oesungH ، إ ن "تعميم  العمل المناخي الفعال و المنصف لن يقلل فقط  من الخسائر و الأضرار التي تلحق بالطبيعة والناس، وإنما سيعود أيضا بفوائد أوسع، ويشد د هذ ا التقرير التجميعي على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات أكثر طموحا، و يُظهِر أنه إذ ا تحركنا الآن ، فلا  يزال بإمكاننا تهيئة مستقبل مستدام صالح للعيش للجميع .

وفي عام 2018 ، سلطت الهيئة  الضوء على الحجم غير المسبوق للتحد ي المطلوب مواجهته لإبقاء الإحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية .  و بعد مرور خمس سنوات، أصبح ذلك التحدي أكبر بسبب الزيادة المستمرة في انبعاثا ت غازات الاحتباس الحراري. وإن وتيرة الأعمال المضطلع بها حتى الآن وحجمها والخطط الموضوعة حاليا غير كافية لمجابهة تغيّر المناخ .

وقد أد ى أكثر من قرن من حرق الوقود الأحفور ي والاستخدام غير المتكافئ وغير المستدام للطاقة و الأراضي إلى ارتفاع مستو ى الاحترار العالمي بمقدار 11. درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. وأد ى ذلك إلى ظواهر مناخية متطرفة أكثر تواترا وشدة تسببت في تأثيرات خطيرة بشكل متزايد في الطبيعة والناس في كل منطقة من مناطق العالم.

وكل زيادة في الاحترار تؤد ي إلى تفاقم الأخطار بسرعة. إذ تزيد موجا ت الحر الشديدة والأمطار الغزيرة وغيرها من ظواهر الطقس المتطرفة من المخاطر على صحة الإنسان وسلامة النظم الإيكولوجية. ففي كل منطقة، يموت الناس من درجات الحرارة المتطرفة. ومن المتوقع أن يزداد انعدام الأمن الغذائي و المائي الناجم عن تغيّر المناخ مع زيادة الاحترار. وتزداد صعوبة التعامل مع تلك المخاطر عندما تتزامن مع أحداث سلبية أخر ى مثل الأوبئة  أو النزاعات .

·       الخسائر والأضرار تحت المجهر

يسلِّط التقرير، الذ ي وُوفق عليه إبّان جلسة دامت أسبوعا  في مدينة "إنترلاكن" السويسرية، الضوء بشدة على الخسائر و الأضرار التي نتكبدها حاضرا ومستقبليا والتي تو قِع أشد الضرر على الفئات والنظم الإيكولوجية الأكثر ضعفا، وإن اتخاذ الإجراءات الصحيحة الآن يمكن أن يؤد ي إلى التغيير التحويلي اللازم لإقامة عالم مستدام ومنصف.

وقالت الدكتور ة ukherjiM ditiA ، وهي أحد المؤلفين الثلاثة والتسعين للتقرير التجميعي وهو الفصل الختا مي لدورة -التقييم السادس ، إن "العدالة المناخية بالغة الأهمية لأن أقل المتسببين في تغيّر المناخ هم الأكثر تضرر ا بآثارهوأضافت أن "ما يقرب من نصف سكان العالم يعيشون في مناطق متأثرة بشدة بآثار تغيّر المناخ. وعلى مد ى العقد الماضي، كانت الوفيات الناجمة عن الفيضانات وفترات الجفاف و كذا العواصف أعلى 15 مرة في المناطق الشديدة التأثر، وفي هذا العقد ، يكتسي التعجيل بالإجراءات الرامية إلى التكيّف مع تغيّر المناخ أهمية أساسية لسد الفجوة بين مستويا ت التكيّف الحالية ومستويات التكيّف المطلوبة. وفي الوقت نفسه، يتطلب إبقاء مستوى الاحترار العالمي دون 5.1 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي إحداث تخفيضات سريعة وحادة ومستديمة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في كل القطاعات.

و ينبغي أن يبدأ خفض الانبعاثات الآن، إذ سيتعين خفضها بمقدار النصف تقريبا بحلول عام 2030 حتى لا يتجاوز مستو ى الاحترار العالمي 5.1 درجة مئوية.

·       الطريق إلى الأمام واضح

الحل يكمن في التنمية القادرة على تحمل آثار تغيّر المناخ. وينطو ي ذلك على دمج تدابير التكيّف مع تغيّر المناخ مع إجراءات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو تفاديها بأساليب تعود بفوائد أوسع ، فعلى سبيل المثال، تؤد ي إمكانية الحصول على الطاقة والتكنولوجيا ت النظيفة إلى تحسين الصحة، و لا سيما بالنسبة إلى النساء والأطفال ؛ ويؤد ي توليد الكهرباء من مصاد ر منخفضة الكربون و المشي وركو ب الدراجات واستقلال وسائل النقل العام إلى تحسين جود ة الهواء وتحسين الصحة و فرص العمل وتحقيق الإنصاف، وتكو ن الفوائد الاقتصادية المرتبطة بصحة الإنسان والناتجة عن تحسين جودة الهواء وحده مساوية تقريبا لتكلفة خفض الانبعاثات أو تفاديها  أو حتى أكبر منها .وكلما ارتفع مستوى الاحترار، زادت صعوبة تحقيق التنمية القادرة على تحمل آثار تغيّر المناخ، ولذلك، ستؤدي الخيارات المتخذة على مدى السنوات القليلة المقبلة دورا محوريا في تقرير مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة ، وحتى تكون هذه الخيارات فعالة، يجب ترسيخها في قيمنا ووجهات نظرنا ومعارفنا المتنوعة، بما في ذلك المعارف العلمية ومعارف الشعوب الأصلية والمعارف المحلية. وسيسهل هذا النهج التنمية القادرة على تحمل آثار تغيّر المناخ، ويتيح تطبيق حلول مناسبة محليا ومقبولة اجتماعيا .

وقال السيد risosT hristopherC ، وهو أحد مؤلفي التقرير التجميعي، إن "أكبر المكاسب في الرفاه قد تُحقق بإعطاء الأولوية للحد من مخاطر المناخ للمجتمعات ذات الدخل المنخفض والمجتمعات المهمشة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون في مستوطنات غير رسمية. ولن يتسنى التعجيل بالعمل المناخي إلا بزيادة التمويل عدة أضعاف، لأن التمويل غير الكافي وغير المتسق يعوق التقدم".

·       تمكين التنمية المستدامة

يوجد  رأسمال عالمي كاف للحد بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن يتعين تذليل الحواجز القائمة .وتكتسي زيادة تمويل الاستثمارات المناخية أهمية بالغة لتحقيق الأهداف المناخية العالمية، وتؤدي الحكومات، عن طريق آليات التمويل العام والرسائل الواضحة الموجَّهة إلى المستثمرين، دورا رئيسيا في تذليل تلك الحواجز. ويمكن للمستثمرين والمصارف المركزية وهيئات الرقابة المالية أيضا أن يدلو بدلوهم.

وقد توجد إجراءات وسياسا ت مجرَّبة ومختبَرة  قادرة على تحقيق انخفاضات حادة في الانبعاثات و تعزيز القدرة على تحمل آثار تغيّر المناخ ، ولكن يتعين توسيع نطاقها وتطبيقها على نطاق أوسع . و إ ن الالتزام السياسي و السياسات المنسقة و التعاون الدولي و الاشراف على النظام الإيكولوجي و الحوكمة الشاملة كلها مقومات مهمة للعمل المناخي الفعال والمنصف ، ويمكن لكل مجتمع محلي أن يقلل أنماط الاستهلاك القليلة الانبعاثات الكربونية أو يتفادى تلك الأنماط إذا عُممت التكنولوجيات والدراية العملية و التدابير السياساتية المناسبة. و بالاستثمار الكبير في تدابير التكيّف، يمكننا في الوقت نفسه تجنب المخاطر المتزايدة، وخاصة بالنسبة إلى الفئات والمناطق الضعيفة .

والمناخ والنظم الإيكولوجية والمجتمع مترابطة. إذ إن الحفظ الفعال والمنصف لنحو 30 إلى 50 % من الأراضي وموارد المياه العذبة والمحيطات سيساعد على ضمان سلمة كوكب الأرض.  وتوفر المناطق الحضرية فرصة على النطاق العالمي للعمل المناخي الطموح الذي يساهم في تحقيق التنمية المستدامة .

ويمكن للتغيّرات في قطاعات الأغذية والكهرباء والنقل والصناعة والمباني واستخدام الأراضي أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويمكنها في الوقت نفسه أن تسهِّل على الناس اتباع أساليب حياة قليلة الانبعاثات الكربونية، مما سيؤدي أيضا إلى تحسين الصحة والرفاه. ويمكن لتحسين فهم عواقب الاستهلاك المفرط أن يساعد الناس على اتخاذ خيارات أكثر استنارة.

وقال السيد eeL إن "احتمال نجاح التغييرات التحويلية يزيد إذا توفرت الثقة، وعمل الجميع معا على تحديد أولويات الحد من المخاطر، ووُزِّعت الفوائد والأعباء توزيعا منصفا . إذ إننا نعيش في عالم متنوع على كل شخص فيه مسؤوليات مختلفة وأمامه فرص مختلفة لإحداث التغيير المنشود. فيمكن للبعض أن يقوم بالكثير في حين يحتاج البعض الآخر إلى الدعم لمساعدته على إدارة التغيير.

 

عن/ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيئتي BEAATY

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات