ظاهرة " الغسل الأخضر " ..... تظليل للمستهلكين حول الممارسات البيئية التي تقوم بها الشركات

ظاهرة الغسل الأخضرgreenwashing  هو فعل تضليل المستهلكين حول النهج الكاذب للممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة.

حيث تقوم بعض الشركات بادعاء المحافظة على البيئة ومطابقة المنتج للاشتراطات حفظ البيئة أو الاستدامة، بينما هي مجرد استغلال لتعاطف المستهلك أو احساسه بالمسؤولية تجاه البيئة لتحقيق المزيد من المبيعات.

ويتم الغسل الأخضر أحيانا عبر تغيير إسم العلامة التجارية أو المنتوج، لإعطاءه صفة "طبيعي" أو "صديق للبيئة" أو "مستدام" و استخدام صور من الطبيعة او كلمات توحي بذلك.

و قد ظهر مفهوم الغسل الأخضر خلال فترة الستينات، وذلك عندما قام أحد الفنادق بكتابة لافتات في أرجاء الفندق يطلبون من خلالها من النزلاء إعادة استخدام مناشفهم بهدف الحفاظ على البيئة، واستفاد الفندق في ذلك الوقت بتخفيض تكاليف غسيل المناشف التي كان يتكبّدها، وبدأت العديد من الشركات الاعتماد على ظاهرة الغسل الأخضر بهدف وتضليل المستهلكين بالادّعاء بأن منتجاتها صديقة للبيئة بهدف الاستفادة من الطلب المتزايد على منتجاتها باعتقادهم بأنها منتجات صديقة للبيئة، وقد تطوّر انتشار ظاهرة الغسل الأخضر في الآونة الأخيرة بين الشركات المختلفة، وذلك من خلال الترويج الإعلامي والدعايات والإعلانات المختلفة، إذ قد تدّعي الشركات من خلال الإعلانات التجارية بأن منتجاتها صديقة للبيئة وتساهم في الحدّ من التلوث البيئيّ على سبيل المثال، وغيرها العديد من الادّعاءات الأخرى المندرجة تحت مفهوم الغسل الأخضر 

الغسل الأخضر (قياسا على مصطلح غسيل الاموال) يستخدم للإشارة إلى العديد من الممارسات التي تسلكها الشركات من التقارير البيئية، وتوزيع المواد التعليمية، والفعاليات وغيرها من الممارسات التي تهدف الى تضليل واضعي السياسات و المستهلك و اجتذابه لشراء الخدمة او المنتج " الصديق للبيئة" و إضفاء صفة "حارس بيئي" أو "مناضل من اجل الطبيعة" على الشركة.

الاستراتيجيات التسويقية المستخدمة في الغسل الأخضر

لقد أُعدّت تقارير تتحدّث حول استدامة البيئة تكشف عن بعض الاستراتيجيات التسويقية المستخدمة في عملية الغسل الأخضر، ومن أهمّ هذه الاستراتيجيات ما يلي:

01- استخدام اللغة غير الواضحة: إذ قد تكون المصطلحات المستخدمة مُبهمة وغير واضحة أو محدّدة المعنى، وذلك كما هو الأمر عندما تكتب الشركات المصنّعة مصطلح “صديقة للبيئة”؛ ففي الواقع هو مصطلح غامض ومبهم، فلا يُعرف المقصود بمصطلح صديقة للبيئة الذي تقصده الشركة، ولا يُعرف كيف يكون المنتج صديقًا للبيئة.

02- استخدام بعض الصور والرموز التعبيرية: أي استخدام بعض الصور التي تُظهر المنتجات على أنها صديقة للبيئة، كالأوراق الخضراء والنباتات والحيوانات على سبيل المثال.

03- التحدُّث والتفاخر بصيغة المتكلّم: وذلك من خلال استخدام صيغة المتكلّم لإظهار الشركة نفسها على أنها الأفضل وأن منتجاتها هي الأفضل بين باقي الشركات.

04- عدم المصداقية: من خلال التناقض مع ما تقدّمه الشركة وادّعاءها بأنها شركة داعمة للبيئة، فعلى سبيل المثال شركات تصنيع السجائر لا تمتلك شيئًا من المصداقية؛ إذ إن السجائر غير مفيدة لصحة الإنسان بل على العكس أثرها سلبيّ عليه وعلى البيئة المحيطة.

05- عدم وجود أي دليل: فمن الممكن أن تدّعي بعض الشركات أنها الأفضل والأنسب والأكثر حفاظًا على سلامة البيئة، ولكن دون وجود أي دليل يُبت تلك الادّعاءات.

06- اللجوء للأكاذيب الواضحة والصريحة: وذلك من خلال تقديم الشركان لبيانات كاذبة وغير صحيحة.

إن الغسل الأخضر يستخدم للتستر على أعمال الشركات وسياساتها غير المستدامة، وهو تضليل للمستهلك والراي العام ومخالف لقوانين حماية المستهلك وقوانين الممارسات التجارية وتقوم العديد من الدول بتغيير قوانينها ووضع قيود خاصة للحد من الظاهرة.

وعي المستهلك هو وسيلة قوية للحد من ظاهرة الغسل الأخضر، عبر تثقيف المستهلك واعلامه بالأسس التي تجعل منتجات او خدمة ما تعتبر "خضراء" "صديقة للبيئة" أو "طبيعية".

 

لونيس رضوان