قال العلماء والباحثون المشاركين بـ "المؤتمر الأخضر " الذي عُقد في نهاية سبتمبر 2021 أن "المستقبل هو للزراعة المائية" ، خاصة و أن الجوع يعتبر من أكبر المشاكل في العالم، وفي الوقت الحاضر يعاني ما يقرب من 700 مليون شخص فأكثر في جميع أنحاء العالم من الجوع، ولا يؤثر على الناس فقط في إفريقيا وآسيا كما قد نتخيل ؛ بل يمتد أثره لتشمل معظم دول العالم.
ما إمكانية حل مشكلة
الجوع في المستقبل؟
سيبلغ عدد سكان
الأرض أكثر من 9 مليار شخص عام 2050، هذا العدد ما يحتاج إلى حلول سحرية من أجل
تأمين إنتاج أغذية بكفاءة أكبر مما لدينا الآن، و إحدى الطرق الإبداعية الجديدة هي
استخدام تقنية الزراعة المائية.
وقالت "فيرونيك
سافلكول" مديرة مبيعات المحاصيل العالمية في مؤسسة( BASF) إن المحاصيل التي تنتجها
مؤسستها قادرة أخيرا على إطعام 500 مليون إنسان، وليس لديها أدنى شك في أن يكون
هناك مستقبل مشرق للغاية للزراعة المائية، وذلك كما ذكرت منصة(
hortidaily).
ما هي الزراعة
المائية وكيف تعمل ؟
زراعة النباتات
المائية هي طريقة حديثة للزراعة لا تنمو فيها النباتات في التربة، ولكن مباشرة في
الماء بمكونات معدنية خارج التربة.
ولهذه التقنية
فوائد كثيرة، أهمها زيادة الإنتاج بشكل كبير مقارنة بالطرق الزراعية المحلية، حيث
أن من خلال هذه التقنية زراعة العديد من البذور التي تنمو بسرعة في الماء مقارنة
بنموها في التربة، ومن الفوائد الأخرى أن نباتات الزراعة المائية تعاني من مشاكل
أقل مع الفطريات والحشرات الضارة، فهي لذا أكثر صحة من النباتات التقليدية، إضافة
إلى انخفاض كمية من المعادن أو مبيدات الحشرة التي تتراكم في أنسجة النباتات التي
تزرع في التربة
وتوجد فائدة
كبيرة للزراعة المائية وهي عدم الحاجة إلى الاستبدال في زراعة المحاصيل، حيث يزرع
نوع واحد فقط من النباتات بكميات كبيرة وسنوات عديدة.
وهناك ميزة
أخرى من المستحيل تحقيقها بالطرق التقليدية والتي تتخلص من الإنتاج الموسمي، حيث
يتم قطف الفراولة، الشمام في يناير بفصل الشتاء عندما تكون الثلوج في الخارج.
واحدة من أهم
ميزات التقنية الزراعية هي أنها تحتاج لكميات أقل من المياه التي تحتاجها للزراعة
التي تتم بالتربة ، حيث يمكنك إعادة توفير المياه في الدورة المغلقة من الزيارات
المتعددة من خلال تكثيفها وإيصالها مرة أخرى للنباتات المزروعة.
ومؤخرا،تم
تطوير هذا النوع من الزراعة عن طريق تقنية جديدة أطلق عليها العلماء اسم
(Aquaponics): حيث
تجمع هذه التقنية ما بين الزراعة المائية وتربية الأسماك باستخدام نفس الدورة
المائية. وذلك كما ذكرت منصة (التكنولوجيا) في تقرير
حديث.
هل الزراعة
المائية أكثر استدامة من الزراعة التقليدية ؟
هذه الطريقة في
الزراعة تستهلك كمية أقل من الماء، ولا تسبب تآكل التربة أو استهلاكها، وبالتالي
تقلل من استخدام الوقود الأحفوري بسبب عدم استخدام الآلات الزراعية في الحراثة
والبذار والنقل، ونادرا ما يتم استخدام المبيدات الحشرية لمكافحة الأعشاب الضارة،
وما إلى ذلك فهي جيدة بشكل إيجابي على البيئة .
ومن ناحية
أخرى، يتم استخدام الكهرباء للإنارة في الزراعة المائية، وتوليد هذه الطاقة لها
تأثير ضار على البيئة، والتلوث بسبب مكافحة نفايات المواد الغذائية في البيئة
المحيطة بهذه المزارع، وهو ما قد يؤثر على مياه الشرب.
ومع ذلك، من
الممكن مكافحة هذه الآثار الضارة من خلال اعادة استخدام النفايات المائية الغنية
بالمغذيات لزراعة النباتات في البيوت البلاستيكية، هي إحدى الطرق الزراعية بسبب
مردودها المادي العالي.
هل الزراعة
المائية هي مستقبلنا ؟
إن الزراعة
المائية هي حضارة جديدة يمكن أن تساعدنا على مكافحة الجوع، وتساهم في زيادة حجم
الطعام بشكل أكبر؛ حيث يعد شراء أجهزة الزراعة المائية لإستخدامها في منازلنا، فلم
يعد هناك حاجة لشراء الأراضي باهضة الثمن، أو استهلاك كمية كبيرة من المياه مثل
الزراعة التقليدية، أو انتظار نزول الأمطار لدى
معظم المزارعين
في العالم. سوف نزرع الآن كمية أكبر بكثير من المحاصيل في بيوتنا عن طريق هذه
التكنولوجيا في الزراعة دون الحاجة إلى التربة أو الشمس، كما يمكننا اختيار
الأصناف التي نرغب بإنتاجها بغض النظر عن دورة المواسم.
ومع تقدم
التكنولوجيا، يمكن أن تكون الزراعة المائية واحدة من أكثر الطرق فعالية واستدامة
لزراعة الفواكه والخضروات في المستقبل.
الوكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بيئتي BEAATY