كان العام الماضي عام تحطيم أرقامٍ قياسيةٍ وإخلافٍ بالوعود. إذ شهدنا تسجيل حالات ارتفاع جديدة في انبعاثات غازات الدفيئة، وسقوطًا للأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وظهورًا للتأثيرات المناخية بنسق أكثر قوة وسرعة.
ولا يجري تسليم مبالغ التمويل المخصّصة لمساعدة المجتمعات الضعيفة على التكيُّف مع تغير المناخ إلى المعنيين بها. وفي الوقت نفسه، خرجت معظم أهداف التنمية المستدامة عن مسارها الصحيح في منتصف الطريق إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وتفسّر ذلك أسباب عديدة، غير أنه من الواضح أن البطء في القيام بإجراءات إزاء الأزمة الثلاثية للكوكب المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات تمثل قوة دافعة رئيسية.
ويمثل ذلك
الجانب السلبي. أما الجانب الإيجابي، فيتمثل في تكثيف الاستجابة العالمية للأزمة
الثلاثية للكوكب. إذ حظيت الجهود الرامية إلى مكافحة التلوث والنفايات بدفعة قوية
عن طريق الموافقة على الإطار العالمي بشأن المواد الكيميائية والتقدم المحرز بخصوص
الصك العالمي بشأن التلوث بالمواد البلاستيكية، الذي من المفترض أن يكون جاهزًا
بحلول عام 2024. واعتمدت الأمم معاهدةً لحماية التنوع البيولوجي في المحيط خارج
الحدود الوطنية، بينما أُصدِرَت مبادئ توجيهية رئيسية لمساعدة القطاع الخاص على
الحد من تأثيره على الطبيعة – مما يعزز إطار كونمينغ - مونتريال العالمي للتنوّع
البيولوجي الذي تسارعت وتيرة تنفيذه. وأخيرًا، وجه مؤتمر الأمم المتحدة بشأن
تغيُّر المناخ، في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، دعوة واضحة إلى
البلدان للتحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري – إلى جانب وضع إطار عمل بشأن الهدف
العالمي في مجال التكيف، وتشغيل صندوق الخسائر والأضرار، والالتزامات الجديدة بشأن
التبريد المستدام، والحد من غاز الميثان، ومضاعفة أهداف الطاقة المتجددة ثلاث
مرات، وتحقيق نقلات كبيرة فيما يتصل بالطبيعة.
وقد اضطلع
برنامج الأمم المتحدة للبيئة بدور مهم في العديد من هذه العمليات – من خلال توفير
العلوم والحلول الرئيسية بشأن الأزمة الثلاثية للكوكب، وعقد مفاوضات مهمة ودعمها،
واستضافة اتفاقات بيئية متعددة أطراف بالغة الأهمية، والعمل مع القطاعين الخاص
والمالي من أجل مواءمة التمويل مع العمليات العالمية، ودعم الدول الأعضاء في
الوفاء بالتزاماتها.
وثمة تقدم يجري
إحرازه. وتتمثل المهمة العظيمة الماثلة أمامنا في تسريع وتيرة هذا التقدم ليسبق
تفاقم الأزمة الثلاثية للكوكب. وبالتالي، سيعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ،
بوصفه السلطة العالمية الرائدة في مجال البيئة، دون كلل للمساعدة على تحقيق هذه
الغاية – من خلال نشر التكنولوجيات الرقمية لتوفير العلوم التطلعية وذات الصلة،
وتعزيز تنفيذ الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف التي تجعل التغيير ممكنًا، ودعم
الدول الأعضاء بغية تعزيز استقرار المناخ، والعيش في وئام مع الطبيعة، وبناء
مستقبل خالٍ من التلوث. وبهذا النحو سنفي بخطة عام 2030 ونهيئ الظروف
لعالم أكثر سلامًا وازدهارًا.
إنغر أندرسن
وكيلة الأمين
العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بيئتي BEAATY