أصدرت “آرثر دي ليتل” للاستشارات الإدارية تقريرًا جديدًا تضمن مجموعة من الرؤى والتوصيات للمناطق شديدة الجفاف مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويأتي التقرير في وقت يواجه فيه العالم أزمة تدهور الأراضي التي تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي، والتنوع البيولوجي، والاستقرار الاقتصادي، خصوصًا في المناطق الجافة وشديدة الجفاف.
يستعرض التقرير
بالتفصيل إمكانية استخدام التقنيات المستدامة في تسهيل نمو الغطاء الأخضر في المناطق
شديدة الجفاف، وذلك من خلال تدخلات تتراوح من إدارة الموارد المدعومة بالذكاء الاصطناعي
والهندسة الوراثية إلى تطبيق الفحم الحيوي وأجهزة الاستشعار القائمة على إنترنت الأشياء
لإدارة الأراضي.
وتزامن إصدار تقرير
“آرثر دي ليتل” في وقت تعاني فيه المناطق الجافة وشديدة الجفاف، بما في ذلك أجزاء من
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من تحديات كبيرة ترجع إلى ندرة المياه والنظم البيئية
الهشة التي تتعرض بشكل غير متناسب للتأثيرات المتزايدة لتدهور الأراضي وتغير المناخ.
وفقًا لبيانات لوحة
معلومات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة، فقد شهدت الدول الجافة وشديدة
الجفاف، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، زيادة ملحوظة في معدل تدهور الأراضي.
فقد تضاعف هذا المعدل
تقريبًا من 3.78% في عام 2015 إلى 7.19% في عام 2019، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة
والبحث عن حلول مبتكرة.
منهجية مواجهة التحديات
اعتمد التقرير على
منهجية فعّالة قائمة على البيانات تم تطويرها داخلياً لتحديد أكثر التقنيات الواعدة
في جعل المناطق الجافة أكثر استدامة، لمواجهة مختلف التحديات، واستخدم فريق الخبراء
منهجية ثلاثية المراحل تتضمن استكشاف التقنيات، واختيار المناسب منها، وتقييمها، ضمن
عملية لتحديد خمس تقنيات رئيسية يمكنها إحداث تحول في ممارسات إدارة الأراضي المستدامة
في الأراضي الجافة وشديدة الجفاف:
أولاً: الذكاء الاصطناعي
لإدارة متكاملة للأراضي، حيث يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحسين دورة حياة مشاريع
استصلاح الأراضي والتشجير وهي مفيدة بشكل خاص في البيئات شديدة الجفاف.
ثانياً: التسميد
العضوي والتسميد الدودي، ويعتمد التسميد العضوي على التحلل الميكروبي؛ ويستخدم التسميد
الدودي ديدان الأرض لتسريع العملية وكلاهما ينتجان سماداً قيماً يعمل على تعزيز صحة
التربة، وتقليل الحاجة إلى الأسمدة الصناعية، وتعزيز إدارة النفايات المستدامة.
ثالثاً: الهندسة
الوراثية، خاصة انها توفر تقنيات الهندسة الوراثية، مثل تقنية “البروتين المتعلق بكريسبر
9 (CRISPR-Cas9)”، أدوات قوية لتعديل التركيبة الجينية للنباتات لتعزيز قدرتها على
الصمود في مواجهة الظروف القاسية للبيئات شديدة الجفاف.
رابعًا: الفحم الحيوي،
خاصة أن الفحم الحيوي هو شكل مستقر من الفحم يتم إنتاجه من خلال التحلل الحراري للكتلة
الحيوية (التسخين في غياب الأكسجين) وهو يعزز من احتباس الماء وتوافر العناصر الغذائية
وتهوية التربة، مما يعزز نمو النباتات حتى في الظروف الصعبة.
خامساً: أجهزة الاستشعار
القائمة على إنترنت الأشياء لإدارة الأراضي، حيث توفر أجهزة الاستشعار القائمة على
إنترنت الأشياء طريقة فعالة لتحسين إدارة الأراضي في المناطق شديدة الجفاف من خلال
توفير البيانات في الوقت اللحظي، فإنها تمكن من اتخاذ القرارات القائمة على البيانات
بشأن الري الأمثل، والاستخدام الأمثل للموارد، وتحسين غلة المحاصيل.
ثلاث توصيات لمواجهة
التحديات
يقدم تقرير “رسم
ملامح مستقبل مستدام للمناطق الجافة” توصيات رئيسية يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي
ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اتباعها لمكافحة التصحر وبناء مستقبل مستدام، مقدما
ثلاث توصيات:
أولاً: إنشاء إطار
إقليمي للإدارة المستدامة للأراضي يهدف إلى الاستفادة من الحلول وتطوير أفضل الممارسات
التنظيمية والحفاظ على النباتات المحلية في المنطقة.
ثانياً: الاستثمار
في مستقبل أخضر إقليمي من خلال التركيز على البحث والتطوير في مواجهة تحديات المناطق
الجافة ونقل التقنية الإقليمية والبنية التحتية الرئيسية.
ثالثاً: الاستفادة
من المبادرات الإقليمية والعالمية القائمة لتحقيق تأثير جماعي من خلال إقامة شراكات
بين القطاعين العام والخاص ضمن الأطر القائمة والناشئة وتمكين المجتمعات المحلية من
خلال الشراكات الشاملة.
قال كارلو ستيلا،
المؤلف المشارك للتقرير والشريك في آرثر دي ليتل وقائد قسم الاستدامة: تعتبر تحديات
تدهور الأراضي من التحديات الملحة التي تواجه العالم، ولكن من خلال تبني هذه التوصيات
والتقنيات الموضحة في التقرير، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودول مجلس
التعاون الخليجي على وجه الخصوص، أن تصبح رائدة عالمياً في مكافحة التصحر وبناء مستقبل
مستدام للمناطق شديدة الجفاف.
من جانبه أكد ماريلي
بوحرب، المؤلف المشارك للتقرير والشريك في آرثر دي ليتل على أهمية التعاون في السعي
إلى تحقيق “مشروع التخضير”، مشيراً إلى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تقودها السعودية
ومؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والذي يعقد حالياً
في الرياض الشهر الجاري، سيسمح مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة
التصحر، للمنطقة بإظهار قيادتها في ريادة استراتيجيات مبتكرة في استعادة الأراضي في
البيئات شديدة الجفاف.
الوكالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
بيئتي BEAATY