اليوم العالمي للتربة و تغير المناخ

إن عدد الكائنات الحية الموجودة في ملعقة كبيرة من التربة أكبر من عدد البشر على الأرض. فالتربة عالم مكون من الكائنات الحية والمعادن والمكونات العضوية التي تتيح الغذاء للإنسان والحيوان. ومثل البشر، تحتاج التربة إلى إمدادات متوازنة ومتنوعة من العناصر الغذائية وبكميات مناسبة لتكون صحية. وتفقد النظم الزراعية المغذيات مع كل حصاد، وإذا لم تدر التربة إدارة مستدامة، فإن خصوبتها تقل تدريجياً، مما ينتج عنه نباتات تفتقر إلى المغذيات.

ويعتبر فقدان مغذيات التربة من أهم عمليات تدهور التربة التي تهدد التغذية، ومن المسلم به أنه من بين أهم المشاكل على المستوى العالمي للأمن الغذائي والاستدامة في جميع أنحاء العالم.

وعلى مدار السبعين عامًا الماضية، انخفض مستوى الفيتامينات والمغذيات في الغذاء بشكل كبير، ويُقدر أن ملياري شخص في جميع أنحاء العالم يعانون نقص المغذيات الدقيقة الذي يُعرف باسم ”الجوع الخفي“ لصعوبة اكتشافه. ويؤدي تدهور التربة إلى استنفاد أنوع من التربة المغذيات وبالتالي فقدان قدرتها على دعم المحاصيل، وفي حين أن أنواع أخرى تحتوي على مثل هذا التركيز العالي من المغذيات التي تمثل بيئة سامة للنباتات والحيوانات وتلوث البيئة وتسهم في تغير المناخ.

و يعد 5 ديسمبر هو اليوم العالمي للتربة، ويتم الاحتفال به كيوم من الأيام العالمية بهدف التركيز والاهتمام بأهمية المحافظة على التربة الصحية، والمساهمة في الإدارة الفعالة المستدامة للتربة، بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي للتربة الذي يدعم الأنظمة البيئية الصحية المقدمة للعديد من الخدمات، والذي يساهم في إنتاج الغذاء، ويتم التعريف في هذا اليوم على البرامج التي تساهم في تعزيز مفاهيم كل من: الصحة الكيميائية للتربة، والصحة البيولوجية لها، والصحة الزراعية، ويتم خلاله نشر النصائح التي تحسن من وظائف التربة مثل: أهمية عمليات تدوير المغذيات، وتنقية المياه، وغيرها، و يهدف اليوم العالمي للتربة لهذا العام بحملته المعنونة ”التربة: حيث يبدأ الغذاء“ ( #WorldSoilDay) إلى إذكاء الوعي بأهمية صون على النظم الإيكولوجية الصحية ورفاه الإنسان في مواجهة التحديات المتزايدة في إدارة التربة، وإذكاء الوعي بالتربة، وتشجيع المجتمعات على تحسين صحتها.

 مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للتربة

يعد يوم التربة يوم عالمي كيوم الشجرة ويوم الأرض وغيرها من الأيام العالمية الأخرى المخصصة لعدة أمور، ويتم الاحتفال بهذا اليوم بعدة طرق ويفضل إشراك الأطفال في هذه الأنشطة لأهمية تأثيرها على مستقبل صحة التربة وما يلحقها من توابع وفيما يلي ندرج بعضًا منها

تعلم طريقة تحضير التربة في الموسم الشتوي

ويعد اليوم العالمي للتربة مناسبًا نظرًا لكونه في الشهر الذي سيبدأ فيه فصل الشتاء، وهو الوقت المناسب لتحضير التربة في الموسم الذي تكون فيه التربة خاملةً بهدف تجهيزه لفصل الربيع ليكون فعالًا في إنتاج العديد من المزروعات وحصاد محاصيل وفيرة، ويتم الأمر من خلال جمع أسمدة طبيعية كأوراق النباتات الجافة التي تحتوي على معادن جمة وتعلم كيفية تحويلها إلى سماد لاستخدامها في التربة، بالإضافة إلى تعلم صنع نشارة التربة التي توضع على سطح التربة لحمايتها من الثلوج والأمطار والعوامل الخارجية كخبطات أقدام الحيوانات والبشر المتكررة عليها، والحفاظ على رطوبة التربة، ودرجات حرارتها الملائمة.

صنع أسمدة للتربة من خلال عمليات إعادة التدوير

هنالك العديد من طرق إعادة التدوير والإدارة المستدامة التي يتم من خلالها صنع أسمدة للتربة، إذّ تحتوي مخلفات الطعام على العديد من العناصر التي يمكن تحويلها إلى سماد، وبمجرد التعرف عليها يمكن أن يتم جمعها في أوعية مخصصة منفردة، دون التفريط بأي مادة يمكن أن تساهم في تعزيز صحة التربة، وبهذا يتم زيادة ونشر الوعي بين الأفراد والأطفال بأهمية المحافظة على التربة.

التعرف على أهمية استخدامات التربة

فمثلًا تساهم التربة في العديد من الخصائص الهامة لحياتنا كبشر مثل قدرة التربة على تنقية المياه وتصفيتها من أي معكرات أو مسببات للأمراض فهي تعمل كرشح طبيعي لها، بالإضافة إلى تنقية مذاق الماء ولونه، كما أنها تمتلك مجموعة من الكائنات الحية التي تقوم بالتخلص من أي مسببات أمراض قد تنتقل إلى الغذاء المزروع فيها من خلال تغذيها عليها، كما تمتص التربة أي ملوثات وفيروسات من خلال الفطريات والبكتيريا التي تنتجها والتي تعمل كمضادات حيوية، وهنالك العديد من الاستخدامات الهامة الأخرى.

التعرف على المشاكل التي تتعرض لها التربة                   

تتعرض التربة للعديد من المشاكل التي تهدد صحتها ووظائف وخصائصها، مثل مشكلة تملح التربة التي تتمثل بتكسر التربة وضعف كفاءتها في تغذية المحاصيل الزراعية، إذّ تتواجد الأملاح بشكل طبيعي في التربة وتعد هذه النسبة أمرًا سليمًا في التربة الغنية، ولكن تؤدي الأنشطة البشرية غير الصحيحة في زيادة كمية الأملاح في التربة، كعمليات الري التي تحدث بطرق خاطئة بالإضافة إلى الجفاف والعديد من المشاكل الأخرى مثل: التعرية، وانجراف التربة، والتصحر وغيرها.

ل-ر