بيئتي BEAATY

أول موقع اخباري جزائري بيئي " نحو إعلام بيئي هادف "

شريط الأخبار

السبت، 5 يوليو 2025

دراسة: الإجهاد الحراري يدمر الشعاب المرجانية حول العالم

أظهرت دراسة حديثة، نشرتها الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أن حوالي 83.7% من مساحة الشعاب المرجانية في العالم تأثرت بالإجهاد الحراري الناجم عن الابيضاض، منذ يناير 2023 وحتى أبريل 2025.



وتتعرّض الشعاب المرجانية في العالم لظاهرة ابيضاض المرجان الجماعية، التي بدأت في عام 2023، وأصبحت أكبر حدث تم تسجيله على الإطلاق، وذلك جرّاء تحمّض مياه المحيطات والحرارة الزائدة.

ونشرت إدارة المحيطات والغلاف الجوي خريطة منطقة التنبيه لابيضاض المرجان القصوى، التي تم التقاطها بواسطة قمر صناعي عالمي بدقة 5 كلم من برنامج مراقبة الشعاب المرجانية التابع لها، للفترة من 1 يناير 2023 إلى 20 أبريل 2025.

وتوضّح الخريطة المناطق حول العالم التي شهدت مستويات عالية من الإجهاد الحراري البحري (مستويات التنبيه لابيضاض المرجان من 2 إلى 5)، والتي يمكن أن تتسبّب في ابيضاض المرجان وموته.

ومن بين المناطق المتضرّرة، الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، وهو أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، إضافة إلى فلوريدا، ومنطقة البحر الكاريبي، والبرازيل، وشرق المحيط الهادي الاستوائي، ومساحات واسعة من جنوب المحيط الهادي، والبحر الأحمر، والخليج العربي، وخليج عدن.

كما أكدت الإدارة انتشار ظاهرة الابيضاض على نطاق واسع في أجزاء أخرى من حوض المحيط الهندي، ويُعد هذا هو رابع حدث ابيضاض جماعي للمرجان يتم تسجيله على الإطلاق، والثاني الذي يحدث خلال السنوات العشر الماضية.

ويحدث ابيضاض المرجان كاستجابة للضغط الحراري الناجم عن ارتفاع درجات حرارة المحيط، ما يدفع الطحالب بعيدا عن الشعاب المرجانية، ويتسبّب في فقدانها لألوانها النابضة بالحياة.

وسجّلت كل سنة من السنوات الثماني الماضية رقما قياسيا جديدا في حرارة المحيطات، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويتجاوز معدل احترار المحيطات خلال العقدين الماضيين (2005 – 2024) ضعف معدله خلال الفترة 1960 – 2005.

وكان عام 2024 أعلى مستوى حرارة للمحيطات في سجل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الممتد على مدار 65 عاما، وهو العام الأكثر حرارة على الإطلاق.

ووصلت درجات حرارة سطح البحر إلى مستويات قياسية من يناير إلى يونيو 2024. وفي النصف الثاني من العام ذاته، كانت درجات الحرارة ثاني أعلى درجة حرارة مسجّلة في ذلك الوقت من العام، بعد عام 2023.

وفي حين أن حدث الابيضاض لا يرتبط بشكل مباشر بموت الشعاب المرجانية، فإن الضغوط الحرارية المتكررة والشديدة تجعل الشعاب المرجانية أكثر عرضة للأمراض، ما يؤدي إلى إبطاء تعافيها والحد من قدرتها على التكاثر.

وقال ديريك مانزيلو، منسّق برنامج مراقبة الشعاب المرجانية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن ”ظاهرة ابيضاض المرجان تزداد تواترا وشدة مع استمرار ارتفاع درجة حرارة محيطات العالم“.

وأضاف مانزيلو أنه ”عندما تكون هذه الأحداث شديدة أو مطوّلة بما يكفي، فإنها قد تتسبّب في نفوق المرجان، ما يضر بالسكان الذين يعتمدون على الشعاب المرجانية في معيشتهم“.

وتُعد الشعاب المرجانية أنظمة بيئية بالغة الأهمية، إذ توجد في أكثر من 100 دولة ومنطقة، وتدعم ما لا يقل عن 25% من الأنواع البحرية، وهي جزء لا يتجزأ من استدامة شبكة التنوع البيولوجي البحري الواسعة والمترابطة على كوكب الأرض.

كما أنها توفر خدمات بيئية تقدّر قيمتها بنحو 9.9 تريليون دولار سنويا. ويُشار إليها أحيانا باسم ”الغابات المطيرة البحرية“ لقدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون الزائد في الماء.

وتُشير التقديرات إلى أن الشعاب المرجانية تختفي بوتيرة مثيرة للقلق. ووفقا لأحدث تقرير صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية (GCRMN)، فقد العالم ما يقارب 14% من الشعاب المرجانية منذ عام 2009.

 

المصدر: الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيئتي BEAATY

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات