بيئتي BEAATY

أول موقع اخباري جزائري بيئي " نحو إعلام بيئي هادف "

شريط الأخبار

الخميس، 3 يوليو 2025

المحيط المتجمد الجنوبي أكثر سخونة وفقدانا للجليد

أظهرت دراسة لجامعة ساوثهامبتون البريطانية تحولا دراماتيكيا وغير متوقع في المحيط المتجمد الجنوبي، مع ارتفاع ملوحة المياه السطحية وزيادة سخونة المياه وانخفاض الجليد البحري بشكل حاد.



وباستخدام بيانات الأقمار الصناعية الأوروبية، كشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، عن ارتفاع مفاجئ في ملوحة السطح جنوب خط العرض 50 درجة.

وتزامن هذا مع خسارة دراماتيكية للجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية وظهور حفرة ضخمة في الجليد البحري تبلغ مساحتها 4 أضعاف مساحة ويلز تقريبا، والتي لم تحدث منذ سبعينيات القرن العشرين.

ومنذ عام 2015، فقدت القارة القطبية الجنوبية جليدا بحريا يعادل مساحة غرينلاند، وهو أكبر تحول بيئي شهده العالم خلال العقود الماضية. كما يزداد المحيط المتجمد الجنوبي ملوحة، وهذا التغير غير المتوقع يفاقم المشكلة.

وعلى مدى عقود، أصبح سطح المحيط أكثر نقاء (أقل ملوحة)، ما ساعد على نمو الجليد البحري. أما الآن، فيقول العلماء إن هذا الاتجاه قد انعكس بشكل حاد.

وقال أليساندرو سيلفانو، من جامعة ساوثهامبتون، والمعد الرئيسي للدراسة، إن ”المياه السطحية الأكثر ملوحة تسمح لحرارة المحيط العميق بالارتفاع بسهولة أكبر، ما يؤدي إلى ذوبان الجليد البحري من الأسفل“.

وتُشير عودة الحفرة، التي تُعرف باسم ”بولينيا مود رايز“، إلى مدى غرابة الظروف الحالية، فإذا ما استمرت حالة الملوحة وانخفاض مستويات الجليد، فقد تُعيد تشكيل المحيط الجنوبي بشكل دائم، ومعه كوكب الأرض.

ويشهد المحيط المتجمد الجنوبي آثارا واضحة للتغيرات المناخية، في شكل عواصف أشد، ومحيطات أكثر دفئا، وتقلّص موائل طيور البطريق وغيرها من الحيوانات في المنطقة.

وفي هذه المياه القطبية، تتداخل المياه السطحية الباردة والعذبة مع المياه العميقة الدافئة والمالحة. ففي الشتاء، ومع برودة السطح وتشكّل الجليد البحري، يضعف فرق الكثافة بين طبقات المياه، ما يسمح لهذه الطبقات بالاختلاط وانتقال الحرارة إلى الأعلى، ويؤدي إلى ذوبان الجليد البحري من الأسفل والحد من نموه.

ومنذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين، كان سطح المحيط المتجمد الجنوبي يتجدد، وكانت الطبقات تتعزز، ما أدّى إلى احتجاز الحرارة تحتها ودعم المزيد من غطاء الجليد البحري، قبل أن ينعكس الأمر.

وتُظهر تكنولوجيا الأقمار الصناعية الجديدة، إلى جانب المعلومات المستمدة من الأجهزة الروبوتية العائمة، أن هذا الاتجاه قد انعكس، إذ تتزايد ملوحة السطح، وتضعف الطبقات، كما وصل الجليد البحري إلى مستويات منخفضة قياسية متعددة، مع عودة فتحات كبيرة من المحيط المفتوح في الجليد البحري (البولينيا).

من جهته، قال أديتيا نارايانان، المعد المشارك في الدراسة، إنه ”بينما توقع العلماء أن تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية، فإن توقيت وطبيعة هذا التحول ظل غير مؤكد“.

وأكدت التوقعات السابقة على زيادة تجديد سطح المحيطات وطبقاتها، وهو ما كان من الممكن أن يدعم استدامة الغطاء الجليدي البحري. لكن بدلا من ذلك، حدث انخفاض سريع في الجليد البحري، وهو عاكس مهم للإشعاع الشمسي، ما قد يسرّع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

بدوره، يؤكد ألبرتو غاراباتو، أستاذ علوم المحيطات في جامعة ساوثهامبتون، والمعد المشارك في الدراسة، أن النتائج الجديدة تُشير إلى أن فهمنا الحالي قد لا يكون كافيا للتنبؤ بدقة بالتغيرات المستقبلية.

 

المصدر: مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيئتي BEAATY

Post Top Ad

Your Ad Spot

الصفحات